الحلقة الثالثة من يوميات الحاجة أم مشعل حفظها الله




http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTxy1CoYxfD0k8BeQCwQ1WOvdC1Io6mKkcOvtwApLQJG_jj8cs-JA



http://upislam.com/images/10900541351987264913.png




نحن اليوم بتاريخ 28 ذي القعدة 1431 للسنة الهجر ية

طبعا كما تتبعتم معي ، سنتجه نحو يثرب ، هذه المدينة التي استنارت بنور رباني سخره الله تعالى لينير كل الدنيا نعم انه نور سيد المرسلين الذي حل بالمدينة المنورة ، وصلت الحافلة التي ستنقلنا الى المطار من جديد كي نتابع رحلتنا المنشودة هذه .


الرحلة صوب المدينة المنورة


بالنسبة لي الرحلة الخالدة ستبدأ اليوم .

الساعة تشير الى التاسعة والنصف صباحا اجتمعنا نتبادل اطراف الحديث ولا حديث الا عن الاستفسارا ت حول معرفة مناسك الحج والعمرة ،بعد حين اختكم في الله التزمت الصمت حيث سبقتني كل احاسيسي الى هناك ، انتابني شعور هادئ وكأنني لا اسمع أية حركة مع أن المطار كان آهلا بعدد هائل من الناس كل حسب وجهته ، المهم مرت ساعات ونحن ننتظر كي تتم الاجراءات الروتينية كما هو الحال في كل مطار ، ولم انتبه لمرور الوقت ، حيث كان البال منشغل بمقربة اجتياز الامتحان نعم انه امتحان هكذا عشته ورأيته، كنت منشغلة من حين لاخر بالذكر ومرة اقرأ بمصحفي الصغير المهم أي شيء لنستغل فيه الوقت الذي تمددت ساعاته، مر كل شيء كالمعتاد وتوجهنا الى حيث طائرة الخطوط الجوية العربية السعودية التي كانت عليها رحلتنا تحت رقم :7011

كانت الساعة الواحدة و النصف بعد الظهر ، أخذنا اماكننا و طبعا لم أنسى دعائي الركوب والسفر ، والله على ما أقول شهيد اهتز القلب عندما ذكر بالصوت المكبر أن رحلتنا متوجهة الى المدينة المنورة يا الله لا أصدق ، اخذتني فرحة اختلطت بشوق وحنين وكل شيء في آن واحد سبحان الله إحساس فريد والطائرة تشارف الدخول الى طيبة الطيبة ليلا


، مهما قلت لن أصل الى وصف ما أحسسته حقا شيء فوق التصور ، شعور انني سأطأ ارض مباركة باركها رب العالمين ببركة سيد البشر لطالما تمنيت هذه الرحلة وفعلا هذه المرة رحلتنا لها طعم آخر،هي رحلتنا الخالدة حقا ، رمقت بنظرة خاطفة للحجاج المرافقين فهناك من اخذ كتيب احمر كلنا نعرفه حصن المسلم وهناك من هو منشغل بالنظر الى السماء عبر النافذة ووو.

دامت الرحلة نحو ساعتين وبضع دقائق ، وصلنا الى نقطة التفتيش حيث الساعة كانت تشير الى الرابعة وخمسة عشر دقيقة ، وهنا لا اصف لكم الوضع كل الاجناس من كل الجهات في صف اطول من طويل قلت ربما سنبقى الى اليوم الموالي لما راته عيني من بشر ، وجلسنا ننتظر الى ان يصل دورنا طال الوقت وطال اكثر صلينا جمعا قصرا في مسجد المطار، وكلنا شوق للوصول الى ذلك المكان الذي نحن بصدد الرحلة اليه ، كل مرة كنت اخطف نظرة على الساعة هذه المرة احسست بتعنت الوقت هنا وصل دورنا، النساء من هنا والرجال من هناك، النساء تفتشهن نساء والتفتيش بمعنى الكلمة، اخذت امتعتي التي كانت معي انتظرت زوجي الى ان يتم التفتيش ، تم كل شيء انتظرنا مرافقنا صاحب الوكالة كي نكون دائما مجموعة حتى لا يتوه احد ، المهم مر كل شيء بسلام ، وصلنا الى باب الخروج حيث كانت هناك نقطة لسحب الجوازات وهناك سلمت لنا هدايا مثل اشرطة وكتيبات تهم كيفية العمرة والحج بالطريقة الصحيحة مسلمة من وزارة الحج ، هناك تنفسنا الصعداء ، في الخارج انتظرنا وصول الامتعة كل يبحث عن امتعته ، حضرت الحافلة اتعرفون كم الساعة ؟

انها الثانية صباحا ، خرجنا خارج المطار الجو كان حارا،ركبنا الحافلة وكل تظهر عليه بوادر التعب لأنه يوم كامل من مطار الى آخر ومن تفتيش لاخر

انطلقت الحافلة ، وكل التعب راح وانتهى بمجرد ركوبنا اياها، شخصت الابصار بلهفة نحو رؤية انوار المسجد النبوي الشريف ، لا يمكن ان اصل الى وصف ما احسسته ساعتها وانا اتلهف الى رؤية القبة الخضراء من بعيد يا الله لا اقول لكم الا الصدق ان احساسي كان مغايرا شيء اخر اخذت اسبح وسط مشاعيري، ولم اتمالك دموعي ورمقت زوجي بجانبي الذي انتابه سكون رايت دمعته شوقا ، ناولته منديل لكن لم يمسحها ، اخذ الحجاج بصوت واحد يرددون اللهم صل على سيدنا محمد في الاولين وفي الاخرين ،

وفي هذا الجو الحافل اخذت اتجول عبر الشوارع من خلال النافذة لأروي عطشي في لمح تراب أرض هذه النقطة المهمة في تاريخ الاسلام ، نعم كانت مزدحمة تنم على وجود حركة دؤوبة توحي بأن هذه البقعة الطاهرة تعيش أياما خالدة في ظل موسم الحج لسنة 1431 للهجرة ، وأهمس لكم بشيء وهو انني عندما انطلقت الحافلة عبر شوارع المدينة المنورة اخذت اسلم بصوت خافت واقول :(السلام عليكم يا رسول الله يا من بلغ رسالة ربه واحسن التبليغ ، بابي وامي انت يا رسول الله عليك افضل الصلوات وازكى السلام ، اللهم ارزقنا شفاعته يوم يقوم الحساب واجمعنا يا رب به بغير سابقة عذاب) تحت دموع لم تذرفها عيني من قبل ، يا الله انها دموع المشتاق يا الله دعوتك فها أنا أحل بين من انعمت عليهم بهذه الضيافة ، اللهم اعدها فينا مرات ومرات ولا تحرم كل المسلمين والمسلمات منها

اخذت الحافلة تطل على مشارف المسجد النبوي الشريف حيث بدا نور ابيض يظهر من بعيد



أخذت جوارحي كلها تنبض بأقصى سرعة ، وعيني لا تصدق رؤية نور ساطع ابيض يوحي بنور الهي ، انه نور سيد المرسلين ولا اخفي عليكم عندما رمقت العين الحرم النبوي الشريف من بعيد


شيء لا يوصف صراحة لم ولن انسى تلك اللحظة الخالدة ، نعم لحظة تنسيك كل شيء في الدنيا،فقط انك في لحظة لقاء شوق لا مثيل له.

واترككم مع هذه السطور في انتظار الحلقة القادمة باذن الله تعالى
حين وصول الحافلة الى مقر الفندق والى الحرم النبوي الشريف .

دمتم في رعاية الله تعالى


يتبع ان شاء الله


تحياتي لكم جميعا




1 التعليقات:

غير معرف يقول...

ما شاء الله وتبارك الرحمن فعلا يوميات اكثر من مشوقة
اختي الغالية ام مشعل لقد تفوقت وتوفقت في كتبتك لهذه اليوميات باسلوب سبحان الله اكثر من جميل دون ان تنسي النقاط الجزئية بدقة متسلسلة اعانك الله ومتابعة لك الى النهاية ان شاء الله
ارجو من الله ان يكتب لنا هذه الزيارة ولكل المسلمين
اختك ام نوفل

إرسال تعليق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل أن تعلق أخي الفاضل ..
وقبل أن تعلقي أختي الفاضلة ..
تذكرا قول الله تبارك وتعالى :

(مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)

ملاحظة : إذا أردت التعليق ولم تكن مشارك بأي موقع من المواقع الموجودة أدناه ..
اختر هذا الخيار (URL الاسم/العنوان)
ثم تكتب اسمك بدون وضع أي رابط ..

وإذا أردت أن أن تصلك إشعارات على بريدك بوجود تعليقات جديدة على نفس الصفحة التي علقت عليها فاختر "الاشتراك عن طريق البريد الإلكتروني" الموجود تحت صندوق الكتابة

والله الموفق

تـأكـد مـن صـحـة الحـديث قبـل نشـره

بحث عن:

ولا تنسـى أخاك خالد إسـلام من الدعـاء

الصفحة   الرئيسية