الحلقة الاخيرة من يوميات اختكم في الله بالحج
لسنة 1431 الهجرية الموافقة لهجرة الرسول صلى الله عليه واله وسلم
لسنة 1431 الهجرية الموافقة لهجرة الرسول صلى الله عليه واله وسلم
ايام التشريق
وهي الايام الثلاثة التي تلي يوم النحر ، وهي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر،من ذي الحجة وسميت كذلك لان صلاة العيد بعد الشروق والله اعلم ، وهي الأيام المعدودات التي أمر الله تعالى بذكره فيها في قوله جل شأنه:
(واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه
ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون)
ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون)
وهي الليالي التي بتناها بمنى كلها ذكر وفرح وسرور يعم كل الحجاج رجالا ونساءا واطفالا ، سبحان الله وكأن الناس ملكوا الدنيا فرحة بالعيد واي عيد وهو عيد البهجة عيد مولد الانسان من جديد بدون ذنوب ، صفحات بيضاء ان شاء الله ،
في اليوم الحادي عشر
علينا ان نرمي الجمار الثلاثة
قال البخاري: وقال ابن عباس:
واذكروا الله في أيام معلومات أيام العشر يعني أيام العشر من شهر ذي الحجة ، والأيام المعدودات هي أيام التشريق.
في هذا اليوم المبارك كانت منى ترتج تكبيرا مذويا يبعث عن الفرحة والاطمئنان ، في هذه الايام كنا حريصات على الصلاة الخمس جماعة وكنا نفتح حلقات ذكر ميمونة مباركة ونختمها بدعاء جماعي في جو اكثر من رائع ،
وكلنا نعلم ما قال الرسول صلى الله عليه واله وسلم ( ايام التشريق ايام اكل وشرب وذكر لله)، نعم ايام التشريق ونبهت اخواتي على ترك اللغو والاكثار من ذكر الله تعالى في كل حين دون ان يضيع منا الوقت المبارك هذا في ما لا يجدي ولا ينفع ، ثم اخذنا نستعد بعد جمع احدى وعشرون حصاة من منى للذهاب مرة اخرى مشيا على الاقدام قصد رمي الجمرات الثلاث بدانا بالصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى والتي تسمى العقبة ، مكبرين مع كل حصاة وبعد الانتهاء من الرمي اتجهنا نحو القبلة رافعين اكف الضراعة للبارئ بدعاء طويل الا في العقبة الكبرى لم ندعو فيها كما فعل النبي صلى الله عليه واله وسلم ، تم ذلك بحفظ وسلام من رب العالمين
ثم عند عودتنا الى الخيمة كانت جوانب الطرقات اهلة بالبائعين لكل شيء، الهدايا التي هي من الاشياء البديهية عند التفكير بالعودة الى الاهل والاحباب على قدر المستطاع.
وصلينا فرائضنا جماعة ،
وفي يوم الثاني عشر من ذي الحجة
فعلنا نفس الشيء رمينا الجمرات الثلاث وفعلنا كما امس ونحن نذكر الله ذكرا كثيرا
نفس الشيء قمنا به
وهو يوم الثالث عشر من ذي الحجة
لا زلنا بمنى نعيش اخر لحظات تلك المناسك المباركة
وبهذا اليوم بعد الرمي والمبيت بمنى تكون مناسكنا قد تمت ولله الحمد والمنة فرحين ومنكسرين لتوديع تلك الحميمية وتلك الاجواء الربانية لا حول ولا قوة الا بالله حقا كانت ايام روحانية وسعادة وجدانية فالحمد لله حمدا كثيرا كثيرا.
ودعنا الخيام ومنى وعرفات ومزدلفة وكل تلك الاماكن الطاهرة تركنا فيها ذكريات كلها طاعة الى خالقنا بحج مقبول ان شاء الله وذنب مغفور باذنه وقوته ،
انتقلنا الى حيث مقامنا بمكة المكرمة في فندق قصر اليمامة بغرفة رقم 214 والفندق يوجد على بعد امتار من الحرم المكي ، وعند عودتنا قمنا بصلاة المغرب والعشاء بالحرم الشريف ثم طفنا بالبيت العتيق الذي سبحان الله كلما طفت به شوطا الا واحسست انك انسان اخر بثوب جديد وجسم وروح معافين من كل الشوائب لااله الا الله الواحد الاحد.
لاحرمكم الله هذه النعمة الرائعة .
لاحرمكم الله هذه النعمة الرائعة .
كانت الايام التي مكثناها بمكة المكرمة بمثابة الشرف لنا ونحن نتجول عبر شوارعها وازقتها الضيقة الاهلة بالحجيج الذين تراهم من جميع الجنسيات يملؤون الشوارع والممرات وخاصة في اوقات متاخرة من الليل وكما يقولون فعلا بدى لي العالم صغير جدا ، ينعشون التجارة هناك ، وذلك بتكدسهم على المحلات حيث لا تجد اي محل تجاري كيفما كان نوعه لا حركة فيه بل كلهم ما شاء الله في رواج ورزق حثيث ، لكن الحق يقال ان اهل المدينة المنورة اكثر بشاشة من اهل مكة المكرمة واكثر طيبة وكرما ، عموما يسر الله لهم جميعا وطوبى لهم بمقامهم هناك .
المهم اخذنا نقوم بزيارات فردية اي خارج المجموعة اصبحنا نتحرك اكثر حرية ذهبت وزوجي لنعيد العمرة
فاخذنا سيارة اجرة بثمن عشرون ريالا حيث علينا عقد النية من مسجد ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وهو ميقات اهل مكة ،طبعا لبس زوجي الميمون ثوب الاحرام من جديد قصد اداء العمرة، وفعلا تم ذلك وكما سبق وان ذكرت لكم طواف وشرب ماء زمزم وسعي بين الصفا والمروة ، ثم كل فرض من الفرائض كان لا يفوتنا بالمسجد الحرام ، وكلما دخلت الى هذا المكان العظيم الا وتزيد محبته سبحان الله
وكان يطيب لنا الطواف كل وقت وبعد العشاء نطوف ونشرب من ماء زمزم ونعود الى الفندق لنرتاح قليلا ، ذهبنا الى روضة المعلا بمكة المكرمة حيث بيت ومدفن امنا خديجة رضي الله عنها وارضاها وغيرها من اهل سيدنا محمد صلى الله عليه واله وسلم .
اصبحنا في اخر يوم لنا بشعاب مكة المكرمة ، وبالحرم المكي الشريف ، كانت حركتنا مستمرة كل اليوم بين شراء هذا وذاك ، صلينا العشاء وبعد ذلك عدنا للفندق جمعت كل امتعتنا ثم
رجعنا الى الحرم الشريف وهذه المرة سيكون لنا اخر عهد بهذا المقام العظيم بعظمة الله
رجعنا الى الحرم الشريف وهذه المرة سيكون لنا اخر عهد بهذا المقام العظيم بعظمة الله
انه طواف الوداع
والله يقشعر البدن عندما تعرف انه لا محالة ،عليك ان تترك المكان ، وبعد طواف الوداع لا يسن لك حتى النظر اليه من الخلف بل هو اخر شيء ولا يجوز لك شراء اي شيء بعد ذلك . واخبركم انها كانت لحظات عصيبة مررت بها وانا اودع اقدس مكان على وجه الارض لا اقول لكم ان قلبي وجوارحي انفطرت بل تركتها هناك ولن اقول لكم انني بكيت مجددا بل جفت الدموع والحمد لله حمدا كثيرا وشكرا كبيرا لضيافته وكرمه اللامتناهي .اسال الله تعالى ان يجمعني واياكم بصعيد عرفات الله ذلك المكان الرهيب حقا.
انها اللحظات الاخيرة ونحن نطوف بالبيت وكاننا نودع ارواحنا التي تعلقت بذلك المكان الطاهر ونتمنى دوام مقامنا هناك ولا شيء يشغلك عن العبادة سبحان الله العبادة فقط لاغير هي الشغل الشاغل لكل الحجاج الميامين ،تقبل الله منا ومنهم ورزقكم الله هذه المنة ، والمنحة من رب العالمين.
تم الطواف ورجعنا الى الفندق واخذنا امتعتنا وركبنا الحافلة لتاخذنا الى مطار جدة وفي هذه الاثناء تبادلنا ارقام الهواتف والايميلات بين الرفقة الصالحة حقا التي جمعني بها رب العالمين ولازالت صحبتنا مستمرة ماكدين على تكرار الزيارة ان شاء الله ،
وهاهي ايام مضت وحلت لتاتي اخرى نتوخى ان نبقى على عهدنا الذي عقدناه في ان تكون التوبة مهنة حياتنا منذ اليوم
محافظين على ذلك النقاء الذي عدنا به مستعينين برب العباد ان ييسر لنا ذلك ويعيننا عليه ،
محافظين على ذلك النقاء الذي عدنا به مستعينين برب العباد ان ييسر لنا ذلك ويعيننا عليه ،
مودعين خير ارض الله واعظم بقعة على وجه المعمور ،التي باركها الله ببركة سيد خير البشر سيدنا محمد صلى الله عليه واله وسلم
تمت رحلتي على خير ، وما اروعها من رحلة ، انها رحلة العمر التي طالما حلمت بها وتمنيتها فيسرها لي رب العالمين املة في اعادتها ان شاء الرحمن واياكم على خير وبركة .
ثم من مطار جدة الى مطار عمان
ثم الى حيث نقيم
ثم الى حيث نقيم
تم بعون الله سرد هذه اليوميات واتمنى ان اكون قد قدمت شيئا مباركا اشارك به بقافلة ابني الفاضل خالد اسلام قافلة اهل القران والتي اتمنى لها الاستمرارية والتوفيق وان تكون رسالة الى كل من يريد الهداية
الى طريق التوبة
وبدعوات امك الدائمة لك بني الفاضل خالد
استودع الله دينكم واماناتكم وخواتيم اعمالكم
مشاركات الزوار = مشاركات أم مشعل = يومياتي في حج سنة 1431 هجرية = الحلقة الثامنة والاخيرة
0 التعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل أن تعلق أخي الفاضل ..
وقبل أن تعلقي أختي الفاضلة ..
تذكرا قول الله تبارك وتعالى :
(مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)
ملاحظة : إذا أردت التعليق ولم تكن مشارك بأي موقع من المواقع الموجودة أدناه ..
اختر هذا الخيار (URL الاسم/العنوان)
ثم تكتب اسمك بدون وضع أي رابط ..
وإذا أردت أن أن تصلك إشعارات على بريدك بوجود تعليقات جديدة على نفس الصفحة التي علقت عليها فاختر "الاشتراك عن طريق البريد الإلكتروني" الموجود تحت صندوق الكتابة
والله الموفق