من المجالات الوظيفية المستجدة في عالمنا المعاصر ما يتعلق بالعمل في وسائل الإعلام ( مقروءةً ومسموعةً ومرئية ) ، وقد شهدت تلك المجالات حاجات مكثفة لطواقم العاملين في مجالاتها ، حيث أن العمل فيها يستدعي وجود فِرَقٍ متنوعة في الإعداد والتحرير والتنسيق والإخراج وغير ذلك .
وقد أُقْحِمَت المرأة المسكينة في أقطار الدنيا في هذا المجال الوظيفي الإعلامي بشكل متسارع ، ولا أتحدث هنا عن العمل الإعلامي المرتكز على التمثيل والغناء فهذا النوع لا ريب أن مشاركة المرأة فيه عبثٌ بأنوثتها وانتهاك لحيائها واغتيالٌ لعفافها . فلدى دخول المرأة للإعلام المرئي على وجه الخصوص كان عليها أن تتنازل عن أمور كثيرة ، متراوحة بين عظيم وبين ما هو أعظم منه ، بداية بغيابها عن بيتها وأولادها إن كانت متزوجة ، ومروراً باختلاطها بالرجال وخلوتهم بها ، ثم استغلالهم لها من خلال البرامج والمسلسلات والأفلام ، ثم تعاظم ذلك الاستغلال من خلال قيامها بالأدوار المُسِفَّة والهابطة والتي تُهتك من خلالها حُلل الحياء ويشدخ تاج العفاف .
ولو لم يكن من ذلك إلا عبث ( الماكيير) بوجهها وامتداد يده إلى ما به مذبحها ... لكان كافياً في استغلالها وامتهانها ،كيف والأمر يتعدى ذلك بمراحل،حتى إنها لا تنال حد ( النجومية ) عندهم إلا إذا تنازلت تنازلاً كاملاً عن إباء أنوثتها وتضعضعت من علياء كرامتها إلى ( …… ) !!.
ولا يزال مسلسل الاستغلال لطُهر الأنوثة وفضيلتها يتوالى مع كل من تعاملت في موابئه الفن وأُتونه ، حتى إذا بدأت ندوب الزمان تظهر على ملامح تلك الأنثى واستنجدت بعمليات التجميل وترقيعات الجراحين ، إذا بها تستبدل بغيرها أشب منها، وهكذا يأتي الدور على غيرها.
وقد كان من أبرز أسباب تسارع الزج بالمرأة في الإعلام تدني أجرتها من جهة ، وبالنظر إلى أنها بصوتها وصورتها تُمثِّل ( طُعْماً ) يستجلب كثيراً من المستمعين والمشاهدين ، وهذا جعلها محل استقطاب وترحاب في إدارات وسائل الإعلام .
وقد شهد مجال الإعلام عدداً من الفضائح التي تفوح روائحها في بعض الأحايين على صفحات الصحف والمجلات ، ويبقى كثيرٌ منها مُنْزَوِياً عن الأنظار .
ولم تسلم بلاد الإسلام من دعوات متوالية لإشراك المرأة في وسائل الإعلام ، وقد كانت تلك الدعوات متدرجة في جرَّ المرأة المسلمة وإقناعها وإقناع مجتمعات المسلمين بعدم الحرج في إشراكها .
فجاءت مساهمات المرأة في وسائل الإعلام ( المسموعة والمرئية ) في بواكيرها داعية إلى أن تتولَّى المرأة تحرير المواد في مكاتب مستقلة ، ثم تَمَّت دعوتها للاشتراك بصوتها فقط ، واحتجوا لذلك بأن صوتها ليس بعورة ، وحاولوا التحجج لدعواتهم بأن النساء في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كنَّ يُحَدِّثْنَ النبيَّ عليه الصلاة والسلام ويسألْنَهُ .
وبدأت الخطوات : فدخلت المرأة في استديوهات الإذاعات ، ولم يكن لها أن تشارك الرجل في المحادثة من نفس الاستديو ، بل خصصت لها برامج محددة تتصل بالأسرة والطفولة ، لتمضي السنين وتظهر المرأة ( المذيعة ) وهي تجالس الرجل ( المذيع ) وعلى طاولة واحدة في استديو واحد . تم تتابعت المراحل وتجددت الأدوار حتى صارت المرأة في هذا المجال مع الرجل جنباً إلى جنب.
وفي السياق الآخر : ظهرت المرأة ( المسلمة ) مذيعة في التلفزيون لبرامج الأسرة والطفولة ، وكان ذلك في بداية الأمر مع مراعاة لبسها لما يستر شعرها ، مع البعد عن المبالغة في التجمل واستعمال المكياج .
وكان التدرج بعد ذلك بأن تنتقل المرأة للعمل في كل البرامج ، وباتت مقدمةً للأخبار المتنوعة سياسيةً واقتصادية ورياضية ، بما يتضمنه ذلك من الإجراءات التي تحوجها لتخرج على الناس متبرجةً سافرةً ، بعد أن عبث ( الماكيير) بوجهها كل العبث ، فغاض ماء الحياء وانقشع لباس التقوى والحشمة .
وكان التدرج بعد ذلك بأن تنتقل المرأة للعمل في كل البرامج ، وباتت مقدمةً للأخبار المتنوعة سياسيةً واقتصادية ورياضية ، بما يتضمنه ذلك من الإجراءات التي تحوجها لتخرج على الناس متبرجةً سافرةً ، بعد أن عبث ( الماكيير) بوجهها كل العبث ، فغاض ماء الحياء وانقشع لباس التقوى والحشمة .
ثم ما لبث الأمر أن اختلط الحابل بالنابل ، ففي مجال الإذاعة يوجد الاختلاط الواضح ، حتى إن البرامج المباشرة تقوم المرأة بممازحة زميلها المذيع ، وتتولَّى استقبال المكالمات من المتصلين الرجال ، وهكذا ما يكون من الاختلاط في المكاتب وأماكن العمل. وعلى الشاشات صارت المرأة جسداً تُسْتَفَزُّ بواسطته مشاعر المشاهدين وتُسْتَثَارُ غرائزهم . وحسبنا أن ندرك كم من المعاناة التي تكبدتها الأنوثة في هذه ( الوظيفة ) المنحطة والمخزية في مختلف مجالات الإعلام ، وفي أقسام الإذاعة والتلفزيون ، إلى آخر ما وصلت المرأة إليه من الخزي العظيم ( ممثلة ) أو ( راقصة ) وإن شئت فقل ـ أكرمك الله ـ ( دَاعِرَةً ) أو ( بغيَّاً ) .
ومن عجائب ومنكرات ما يحدث في بعض البلاد الإسلامية ما ساقته وسائل الإعلام عن افتتاح ( مدرسة الرقص الحديث في مصر ) لتخريج ( راقصات ) والتي تبنها وزارة الثقافة ( والقبول فيها مقصورٌ على الفتيات حيث لا يسمح بالاختلاط !! ) ، مدة الدراسة ثلاث سنوات تسبقها اختبارات عملية لمعرفة الثقافة الفنية للمتقدمة ، ومدى ملاءمة جسمها لمتطلبات الرقص الشرقي !! ( مجلة الأسرة العدد 120 ـ ربيع الأول 1424هـ ) .
إني ـ والله ـ لا أكاد أصدق أنه يوجد اليوم من بناتنا وأخواتنا وأمهاتنا وجداتنا المسلمات من يمتهنَّ هذا العمل الساقط الفاحش ( التمثيل ) !!!.
فالله المستعان ، ولا حول ولا قوة إلا به سبحانه .
كيف يوجد هذا ( السوء ) علانية ، ثم فوق ذلك تمجِّدُه وسائل الإعلام كل التمجيد ، ولا تصف ( الممثلات الممتهنات ) إلا بـ ( النجمات ) وتعد المهن المنحطة من الرقص والغناء والتمثيل من جملة المجالات التي يمكن للمرأة أن ( تقتات ) وتبرز من خلالها !! مع ما فيها وأد العفاف وذبح الفضائل ونشر الرذيلة وإشاعة السُّعار الجنسي في كل فئات المجتمع .
هل أولئك في رشدهم وعقولهم ؟!
لئن أصاب العِيُّ والسَّفَهُ بعضاً ، فلا يتصور أن يكون في الأكثرين ، إنه لأمر عجيب ، أبرأ إلى الله منه ، وأسأله أن يعافيني وأهلي وذريتي وإياهم من الضلال ، وأن يهدي ضال المسلمين ، وأن يعيذنا وذرياتنا من مضلات الفتن .
إننا لا ندعو إلى التحجر كما قد يخيل إلى البعض ، ولكنه أمرٌ بيِّنٌ لو كانوا يعقلون.
نعم : يمكن للمرأة أن تساهم في الوظائف الإعلامية مع محافظتها على طهرها وحيائها ، وذلك من خلال التحرير والكتابة بعيداً عن أي مجال للاستغلال أو الابتزاز.
وفي هذا تقول الأستاذة الفاضلة سهيلة زين العابدين حمَّاد مخاطبةً المرأة :
" إنني أدعوها أن تساهم بفكرها ـ لا بصوتها ـ في إعداد برامج دينية وثقافية واجتماعية وأدبية ، وأن تؤلف القصص والحكايات للكبار والصغار ، فيقرأ الرجل ما تكتبه ، ويقدم ما تُعِدُّه " .
* وقد وجِّه في هذه المسألة استفتاءٌ إلى سماحة شيخنا الإمام العلامة عبد العزيز بن عبدالله بن باز ـ رحمه الله ـ هذا نصُّه :
س / هل يجوز للمرأة المسلمة الداعية استخدام وسائل الإعلام لنشر الدعوة إلى الله؟.
ج/ " لا ريب أن الدعوة إلى الله من أهم المهمات ومن أفضل القربات ، ولكن قيام المرأة بذلك في ميدان الدعوة عن طريق التلفاز أمرٌ يترتب عليه مشاكل كثيرةٌ وأخطار عظيمة : من الخلوة بالرجال والتبرج والخضوع بالصوت ، إلى غير ذلك من المفاسد ، فالذي يظهر لي من قواعد الشرع المطهر أنه لا يجوز لها ذلك ، لأن اشتراكها في التلفاز والإذاعة يفضي إلى مفاسد كثيرة ، من عدم التحجب ومن الخضوع بالقول ومن التبرج ومن الخلوة بالرجال ، وهذا كله يضر المجتمع ضرراً كبيراً ، ويفضي إلى فساد كبير .
فالخلاصة : أني أرى أنه لا يجوز لها أن تشارك في ميدان الإذاعة ، ولا في ميدان التلفاز ، أما المشاركة في الصحافة : في الكتابة وإرسال المقالات النافعة ، فهذا لا بأس به " .
( الفتوى محررة في كتاب د. أحمد البابطين : المرأة المسلمة المعاصرة ص 429 ) .
وبعد : فإني أؤكد في هذا المقام أن الفضلاء الذين يعملون في المجالات الإعلامية ليدركون تمام الإدراك ماذا يعني أن تعمل المرأة معهم جنباً إلى جنب ، سواء في المجال الصحفي أو الإذاعي أو التلفزيوني ، وأنها خطوة مشؤمة تخطوها المرأة نحو حتفها حين تتوجه لتلك المواضع مختلطة بالرجال ، أو متعاطية للمحظورات الشرعية من تبرج أو سفور أو نشوء علاقات محرمة أو غير ذلك ، على غرار ما بينه المعصوم صلى الله عليه وسلم وأوضحه في شأن اختلاط المرأة بالرجال أو خلوتها بأحد منهم ، وحسبك أن تعلم أن الجليس الثالث حينئذ هو الشيطان .
ولأجل هذا فإن الأغيار منهم يأبون أعظم الإباء أن تكون امرأة أحدٍ منهم أو إحدى محارمه في ذلك المحيط المكهرب ، مهما بُذل لها من الأثمان والأجور ، ولا يتنازل عن ذلك إلا من تساهل بدينه واستخف بعرضه فأذن بالاختلاط والخلوة ، ولم يمانع في التبرج والسفور ، وانتعش بألأعمال السافلة والأفعال الآسنة . وإني لأرجو الله تعالى أن يجعل فيما تقدم لكل من يطلع عليه من إخواننا وأخواتنا في عموم بلاد الإسلام ممن ابتلوا بهذا العمل ، أن يكون لهم بذلك الخلاص من تلك الفتنة ، وأن يسعوا لتقليل المفاسد والمآخذ الشرعية مهما استطاعوا ، وصولاً إلى إلغاء كل تلك المفاسد بإذن الله ، فإنهم مهما أمضوا في تلك الأعمال من الأوقات ، ومهما حصلوا من اللذات، فإن مقامهم يسير وتحولهم قريب ، فكم غيب الموت من الشخصيات الإعلامية الشهيرة ممن كانوا ملء سمع الدنيا وبصرها في وسائل الإعلام ، فهم اليوم مرتهنون بأعمال صالحها وسيئها ( كل نفس بما كسبت رهينة ) . ( كل امرئ بما كسب رهين ) . والله المسئول أن يعيذنا جميعاً وإخواننا وأخواتنا وذرياتنا من مضلات الفتن .
المصدر : كتاب عمل المرأة لخالد بن عبدالرحمن الشايع ، ص 61
وقد أُقْحِمَت المرأة المسكينة في أقطار الدنيا في هذا المجال الوظيفي الإعلامي بشكل متسارع ، ولا أتحدث هنا عن العمل الإعلامي المرتكز على التمثيل والغناء فهذا النوع لا ريب أن مشاركة المرأة فيه عبثٌ بأنوثتها وانتهاك لحيائها واغتيالٌ لعفافها . فلدى دخول المرأة للإعلام المرئي على وجه الخصوص كان عليها أن تتنازل عن أمور كثيرة ، متراوحة بين عظيم وبين ما هو أعظم منه ، بداية بغيابها عن بيتها وأولادها إن كانت متزوجة ، ومروراً باختلاطها بالرجال وخلوتهم بها ، ثم استغلالهم لها من خلال البرامج والمسلسلات والأفلام ، ثم تعاظم ذلك الاستغلال من خلال قيامها بالأدوار المُسِفَّة والهابطة والتي تُهتك من خلالها حُلل الحياء ويشدخ تاج العفاف .
ولو لم يكن من ذلك إلا عبث ( الماكيير) بوجهها وامتداد يده إلى ما به مذبحها ... لكان كافياً في استغلالها وامتهانها ،كيف والأمر يتعدى ذلك بمراحل،حتى إنها لا تنال حد ( النجومية ) عندهم إلا إذا تنازلت تنازلاً كاملاً عن إباء أنوثتها وتضعضعت من علياء كرامتها إلى ( …… ) !!.
ولا يزال مسلسل الاستغلال لطُهر الأنوثة وفضيلتها يتوالى مع كل من تعاملت في موابئه الفن وأُتونه ، حتى إذا بدأت ندوب الزمان تظهر على ملامح تلك الأنثى واستنجدت بعمليات التجميل وترقيعات الجراحين ، إذا بها تستبدل بغيرها أشب منها، وهكذا يأتي الدور على غيرها.
وقد كان من أبرز أسباب تسارع الزج بالمرأة في الإعلام تدني أجرتها من جهة ، وبالنظر إلى أنها بصوتها وصورتها تُمثِّل ( طُعْماً ) يستجلب كثيراً من المستمعين والمشاهدين ، وهذا جعلها محل استقطاب وترحاب في إدارات وسائل الإعلام .
وقد شهد مجال الإعلام عدداً من الفضائح التي تفوح روائحها في بعض الأحايين على صفحات الصحف والمجلات ، ويبقى كثيرٌ منها مُنْزَوِياً عن الأنظار .
ولم تسلم بلاد الإسلام من دعوات متوالية لإشراك المرأة في وسائل الإعلام ، وقد كانت تلك الدعوات متدرجة في جرَّ المرأة المسلمة وإقناعها وإقناع مجتمعات المسلمين بعدم الحرج في إشراكها .
فجاءت مساهمات المرأة في وسائل الإعلام ( المسموعة والمرئية ) في بواكيرها داعية إلى أن تتولَّى المرأة تحرير المواد في مكاتب مستقلة ، ثم تَمَّت دعوتها للاشتراك بصوتها فقط ، واحتجوا لذلك بأن صوتها ليس بعورة ، وحاولوا التحجج لدعواتهم بأن النساء في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كنَّ يُحَدِّثْنَ النبيَّ عليه الصلاة والسلام ويسألْنَهُ .
وبدأت الخطوات : فدخلت المرأة في استديوهات الإذاعات ، ولم يكن لها أن تشارك الرجل في المحادثة من نفس الاستديو ، بل خصصت لها برامج محددة تتصل بالأسرة والطفولة ، لتمضي السنين وتظهر المرأة ( المذيعة ) وهي تجالس الرجل ( المذيع ) وعلى طاولة واحدة في استديو واحد . تم تتابعت المراحل وتجددت الأدوار حتى صارت المرأة في هذا المجال مع الرجل جنباً إلى جنب.
وفي السياق الآخر : ظهرت المرأة ( المسلمة ) مذيعة في التلفزيون لبرامج الأسرة والطفولة ، وكان ذلك في بداية الأمر مع مراعاة لبسها لما يستر شعرها ، مع البعد عن المبالغة في التجمل واستعمال المكياج .
وكان التدرج بعد ذلك بأن تنتقل المرأة للعمل في كل البرامج ، وباتت مقدمةً للأخبار المتنوعة سياسيةً واقتصادية ورياضية ، بما يتضمنه ذلك من الإجراءات التي تحوجها لتخرج على الناس متبرجةً سافرةً ، بعد أن عبث ( الماكيير) بوجهها كل العبث ، فغاض ماء الحياء وانقشع لباس التقوى والحشمة .
وكان التدرج بعد ذلك بأن تنتقل المرأة للعمل في كل البرامج ، وباتت مقدمةً للأخبار المتنوعة سياسيةً واقتصادية ورياضية ، بما يتضمنه ذلك من الإجراءات التي تحوجها لتخرج على الناس متبرجةً سافرةً ، بعد أن عبث ( الماكيير) بوجهها كل العبث ، فغاض ماء الحياء وانقشع لباس التقوى والحشمة .
ثم ما لبث الأمر أن اختلط الحابل بالنابل ، ففي مجال الإذاعة يوجد الاختلاط الواضح ، حتى إن البرامج المباشرة تقوم المرأة بممازحة زميلها المذيع ، وتتولَّى استقبال المكالمات من المتصلين الرجال ، وهكذا ما يكون من الاختلاط في المكاتب وأماكن العمل. وعلى الشاشات صارت المرأة جسداً تُسْتَفَزُّ بواسطته مشاعر المشاهدين وتُسْتَثَارُ غرائزهم . وحسبنا أن ندرك كم من المعاناة التي تكبدتها الأنوثة في هذه ( الوظيفة ) المنحطة والمخزية في مختلف مجالات الإعلام ، وفي أقسام الإذاعة والتلفزيون ، إلى آخر ما وصلت المرأة إليه من الخزي العظيم ( ممثلة ) أو ( راقصة ) وإن شئت فقل ـ أكرمك الله ـ ( دَاعِرَةً ) أو ( بغيَّاً ) .
ومن عجائب ومنكرات ما يحدث في بعض البلاد الإسلامية ما ساقته وسائل الإعلام عن افتتاح ( مدرسة الرقص الحديث في مصر ) لتخريج ( راقصات ) والتي تبنها وزارة الثقافة ( والقبول فيها مقصورٌ على الفتيات حيث لا يسمح بالاختلاط !! ) ، مدة الدراسة ثلاث سنوات تسبقها اختبارات عملية لمعرفة الثقافة الفنية للمتقدمة ، ومدى ملاءمة جسمها لمتطلبات الرقص الشرقي !! ( مجلة الأسرة العدد 120 ـ ربيع الأول 1424هـ ) .
إني ـ والله ـ لا أكاد أصدق أنه يوجد اليوم من بناتنا وأخواتنا وأمهاتنا وجداتنا المسلمات من يمتهنَّ هذا العمل الساقط الفاحش ( التمثيل ) !!!.
فالله المستعان ، ولا حول ولا قوة إلا به سبحانه .
كيف يوجد هذا ( السوء ) علانية ، ثم فوق ذلك تمجِّدُه وسائل الإعلام كل التمجيد ، ولا تصف ( الممثلات الممتهنات ) إلا بـ ( النجمات ) وتعد المهن المنحطة من الرقص والغناء والتمثيل من جملة المجالات التي يمكن للمرأة أن ( تقتات ) وتبرز من خلالها !! مع ما فيها وأد العفاف وذبح الفضائل ونشر الرذيلة وإشاعة السُّعار الجنسي في كل فئات المجتمع .
هل أولئك في رشدهم وعقولهم ؟!
لئن أصاب العِيُّ والسَّفَهُ بعضاً ، فلا يتصور أن يكون في الأكثرين ، إنه لأمر عجيب ، أبرأ إلى الله منه ، وأسأله أن يعافيني وأهلي وذريتي وإياهم من الضلال ، وأن يهدي ضال المسلمين ، وأن يعيذنا وذرياتنا من مضلات الفتن .
إننا لا ندعو إلى التحجر كما قد يخيل إلى البعض ، ولكنه أمرٌ بيِّنٌ لو كانوا يعقلون.
نعم : يمكن للمرأة أن تساهم في الوظائف الإعلامية مع محافظتها على طهرها وحيائها ، وذلك من خلال التحرير والكتابة بعيداً عن أي مجال للاستغلال أو الابتزاز.
وفي هذا تقول الأستاذة الفاضلة سهيلة زين العابدين حمَّاد مخاطبةً المرأة :
" إنني أدعوها أن تساهم بفكرها ـ لا بصوتها ـ في إعداد برامج دينية وثقافية واجتماعية وأدبية ، وأن تؤلف القصص والحكايات للكبار والصغار ، فيقرأ الرجل ما تكتبه ، ويقدم ما تُعِدُّه " .
* وقد وجِّه في هذه المسألة استفتاءٌ إلى سماحة شيخنا الإمام العلامة عبد العزيز بن عبدالله بن باز ـ رحمه الله ـ هذا نصُّه :
س / هل يجوز للمرأة المسلمة الداعية استخدام وسائل الإعلام لنشر الدعوة إلى الله؟.
ج/ " لا ريب أن الدعوة إلى الله من أهم المهمات ومن أفضل القربات ، ولكن قيام المرأة بذلك في ميدان الدعوة عن طريق التلفاز أمرٌ يترتب عليه مشاكل كثيرةٌ وأخطار عظيمة : من الخلوة بالرجال والتبرج والخضوع بالصوت ، إلى غير ذلك من المفاسد ، فالذي يظهر لي من قواعد الشرع المطهر أنه لا يجوز لها ذلك ، لأن اشتراكها في التلفاز والإذاعة يفضي إلى مفاسد كثيرة ، من عدم التحجب ومن الخضوع بالقول ومن التبرج ومن الخلوة بالرجال ، وهذا كله يضر المجتمع ضرراً كبيراً ، ويفضي إلى فساد كبير .
فالخلاصة : أني أرى أنه لا يجوز لها أن تشارك في ميدان الإذاعة ، ولا في ميدان التلفاز ، أما المشاركة في الصحافة : في الكتابة وإرسال المقالات النافعة ، فهذا لا بأس به " .
( الفتوى محررة في كتاب د. أحمد البابطين : المرأة المسلمة المعاصرة ص 429 ) .
وبعد : فإني أؤكد في هذا المقام أن الفضلاء الذين يعملون في المجالات الإعلامية ليدركون تمام الإدراك ماذا يعني أن تعمل المرأة معهم جنباً إلى جنب ، سواء في المجال الصحفي أو الإذاعي أو التلفزيوني ، وأنها خطوة مشؤمة تخطوها المرأة نحو حتفها حين تتوجه لتلك المواضع مختلطة بالرجال ، أو متعاطية للمحظورات الشرعية من تبرج أو سفور أو نشوء علاقات محرمة أو غير ذلك ، على غرار ما بينه المعصوم صلى الله عليه وسلم وأوضحه في شأن اختلاط المرأة بالرجال أو خلوتها بأحد منهم ، وحسبك أن تعلم أن الجليس الثالث حينئذ هو الشيطان .
ولأجل هذا فإن الأغيار منهم يأبون أعظم الإباء أن تكون امرأة أحدٍ منهم أو إحدى محارمه في ذلك المحيط المكهرب ، مهما بُذل لها من الأثمان والأجور ، ولا يتنازل عن ذلك إلا من تساهل بدينه واستخف بعرضه فأذن بالاختلاط والخلوة ، ولم يمانع في التبرج والسفور ، وانتعش بألأعمال السافلة والأفعال الآسنة . وإني لأرجو الله تعالى أن يجعل فيما تقدم لكل من يطلع عليه من إخواننا وأخواتنا في عموم بلاد الإسلام ممن ابتلوا بهذا العمل ، أن يكون لهم بذلك الخلاص من تلك الفتنة ، وأن يسعوا لتقليل المفاسد والمآخذ الشرعية مهما استطاعوا ، وصولاً إلى إلغاء كل تلك المفاسد بإذن الله ، فإنهم مهما أمضوا في تلك الأعمال من الأوقات ، ومهما حصلوا من اللذات، فإن مقامهم يسير وتحولهم قريب ، فكم غيب الموت من الشخصيات الإعلامية الشهيرة ممن كانوا ملء سمع الدنيا وبصرها في وسائل الإعلام ، فهم اليوم مرتهنون بأعمال صالحها وسيئها ( كل نفس بما كسبت رهينة ) . ( كل امرئ بما كسب رهين ) . والله المسئول أن يعيذنا جميعاً وإخواننا وأخواتنا وذرياتنا من مضلات الفتن .
المصدر : كتاب عمل المرأة لخالد بن عبدالرحمن الشايع ، ص 61
|
عمل المرأة في وسائل الإعلام |
|
خالد بن عبدالرحمن الشايع |
0 التعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل أن تعلق أخي الفاضل ..
وقبل أن تعلقي أختي الفاضلة ..
تذكرا قول الله تبارك وتعالى :
(مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)
ملاحظة : إذا أردت التعليق ولم تكن مشارك بأي موقع من المواقع الموجودة أدناه ..
اختر هذا الخيار (URL الاسم/العنوان)
ثم تكتب اسمك بدون وضع أي رابط ..
وإذا أردت أن أن تصلك إشعارات على بريدك بوجود تعليقات جديدة على نفس الصفحة التي علقت عليها فاختر "الاشتراك عن طريق البريد الإلكتروني" الموجود تحت صندوق الكتابة
والله الموفق