يا طالبة العلا

يَا طَالِبَةَ العُلاَ

فِيكِ يَا طَالِبَةَ العُلاَ تَنَاثَرَتِ الجُمَلْ ..

فَأَنْتِ شَمْسٌ .. لاَحَتْ فِي أُفُقِ الْأَمَلْ ..

وَأَنْتِ نَحْلَةٌ .. تُحَلِّقُ بَيْنَ الزُّهُور ..

بِكُلِّ حُبٍّ وتَفَانٍ فِي الْعَمَلْ ..

فَتَجْمَعُ الرَّحِيق .. مِنَ الرَّيْحَانِ وَالْيَاسَمِينِ ..

وَمِنْ كُلِّ زَهْرٍ تَنْتَقِي أَطْيَبَهُ عَلَى مَهلْ ..

لِتصْنَعَ لَنَا مِنْهُ شَهْدًا حُلْوَ الْمَذَاق ..

وَتَصْنَعَ لَنَا مِنْهُ الْعَسَلْ ..

كُلُّ وَرْدَة فَوَّاحَةٍ .. وكُلُّ زَهْرَةٍ يَانِعَةٍ  .. 

 

 

تَرقبُ إِطْلاَلَتَهَا بِلاَ مَلَلْ..

وتَسْتَبْشِرُ بِقُدُومِهَا ..لِتَرْتَشِفَ مِنْ رَحِيقِهَا ..

 

 

 بَلْ ..

كُلُّ وَاحِدَةٍ تُنَادِي بِأَعْلَى صَوْتِهَا ..

تَعَالَيْ .. تَعَالَيْ .. رَحِيقِي هُوَ اَلْأَجْمَلْ ..

اَلْجَمِيعُ يُجِلُّهَا .. اَلْجَمِيعُ يُحِبُّهَا ..

اَلْجَمِيعُ عَنْهَا يَسَلْ ..

مَلَأَتِ الْكَوْنَ بَهَاءً وَجَمَالاً وعِطرًا..

 

 

 وَعِبْقًا وَحُبا وَنُورًا وَحُلَلْ..

بِصِدْقِهَا وَإخْلاَصِهَا وَصَفَائِهَا وَحَيَائِهَا..

بِالْخَيْرِ مُفْعَمَةٌ .. لاَ تَضِنُّ بِهِ أَوْ تَبْخَلْ ..

 

 

فَالْبَذْلُ وَالْعَطَاءُ شِعَارُهَا .. 

 

 

وَفيهمَا يُضْرَبُ بِهَا المَثَلْ...

لاَ تَعْرِفُ لِمَسَاؤِئِ اَلْأَخْلاَقِ سَبِيلاً ..

وَلاَ يَعْرِفُهَا عَجَزٌ أَوْ فُتُورٌ أَوْ كَسَلْ ..

عَلِمَتْ أَنَّ اَلْحَيَاةَ مَاهِيَ إِلاَّ لَحَظَاتٌ وَثَوَانٍ ..

ثُمَّ يَدْنُو مِنْهَا اَلْأَجَلْ ..

وَأَنَّ اَلْكَيِّسَ فِيهَا مَنْ بِالصَّالِحَاتِ عَجَّلْ ..

فَسَابَقَتْ بِالْخَيْرَاتِ وَسَارَعَتْ ..

وَبَادَرَتْ بِالْعَمَلْ ..

قَلْبُهَا.. يَنْبِضُ بِحُبِّ خَالِقِهَا وَبَارِئِهَا ..

سُبْحَانَهُ عَزَّ وَجَلّ ..

فَهُوَ الذِي أَوْجَدَهَا وَأَرْشَدَهَا ..

وَلِطَرِيقِ الْهِدَايَةِ دَلّ .. 

 

 

وَيَمُدُّهَا بِحَبْلِ الرِّعَايَةِ وَالعِنَايَة .. 

 

 

وَيدْفَعُ عَنْهَا بَلاَءً مُحْتَمَلْ.. 

 

وَلَوْلاَ تَوْفِيقُهُ يَا مَنْ عَقَلْ...!

 

 

لَكَانْتْ كَمَنْ تَعَرَّتْ مِنْ حِسِّ الضَّمِير..!!

وَاكْتَسَتْ أَثْوَابَ الزَّلَلْ..!!

وَلَتَمَايَلَتْ فِي الطُّرُقَاتِ مُتَعَطِّرَةً ..

دُونَمَا حَيَاءٍ أَوْ خَجَلْ..!!

لتَصْطَادَ قُلُوباً سَكَرَتْ بِخَمْرِ الْهَوَى...

 

 

وَتَفْتِنَ شَبَاباً عَنِ اللهِ غَفَلْ...!

 

 

آآهٍ كَمْ مِنْ قُلُوبٍ طَرَحَتْ فِي سِجْنِهَا.. 

 

 

فَذَا جَرِيحٌ وَذَا قُتِل.. !

 

 

أَوَلَيْسَ مِنَ الْحُبِّ مَا قَتَلْ..؟؟

آآهٍ كَمْ مِنْ عُيُونٍ قَدْ عَذَّبَتْ..

وَلَمْ تُعِنْهَا عَلَى غَضِّ الْبَصَرْ..

تَشْكُو لله حَالهَا  ..

 

 بِدَمْعٍ غَزِيرٍ مُنْهَمِر..

 

 

 تَشْكُوهُ وَلِسَانُ حَالهَا..

 

 

دَاعٍ لله في وَجَلْ..

رَبِّ اجْعَلْهَا كَطَالِبَةِ العُلاَ..

رَبِّ جَدِّدْ في قَلْبِي الأَمَلْ..

فَإنيِّ أَرَى شَمْسَ الحَيَاءِ وَغُرُوبهَا..!

وَأَرَى بَدْر أَمَلِي قَدْ أَفَلْ..!

****

 

وأَنتِ الأَمَلُ يَا طَالِبَةَ العُلاَ .. 

 

 

أَنْتِ الأَمَلُ يَا بِنَتَ الأُصُولْ..

 

وعَلَيْكِ نَادَتْ حُرُوفِي ..!

فَهَلْ تَسْمَعِينَ مَا أَقُولْ ..؟؟

 

يَا بِنْتَ عَائِشَةَ الْعَفَيفَة الصِّدِّيقَة ..

وَبِنْتَ حَفْصَةَ الصَّوَّامَة الْقَوَّامَة ..

وَبِنْتَ سَيِّدَةِ نِسَاءِ أَهْلَ الْجَنَّة ...

 

 

 فَاطِمَةَ الْبَتُولْ ..

أَيّمَا امْرَأَةٍ امْتَثَلَتْ أَوَامِرَ رَبِّهَا وَخَالِقِهَا ..

وَأَطَاعَتِ الرَّسُولْ ..

فَإِنَّهَا تَفُوزُ بِرِضَا عَلاَّمِ الْغُيُوبْ ..

وتَظْفَرُ بِمَكَانَةٍ عَظِيمَةٍ فِي الْقُلُوبْ ..

وَتحْتَرِمُهَا كُلُّ الْعُقُولْ ..

وتُبَشَّرُ بِالْخَيْرِ وََالسَّعَادَةِ فِي الدَّارَيْن ..

وَيُكْتَبُ لَهَا الْقَبُولْ ..

 

 

وَتَنْعَمُ في جِنَانِ الخُلْدِ مَعَ الأَبْرَار..

 

 

وَتَرْوي مِنْ رَحِيقِ السَّلْسَبِيلْ..

 

 

وَبعْدَ هَذَا الثَّوَابَ الجَزِيلْ...

ثَوَابٌ لَيْسَ لَهُ مَثِيلْ..

 

إِنَّهُ لَذَّةُ البَصَر.. وَنشْوَةُ النَّظَر..

 

 

لِوَجْهِ الله الجَلِيلْ..

 

 

فَلِمِثْلِ هَذَا فَأَعِدِّي يَا أُخْتَاهْ ..

 

 

وَعَلَيْكِ بِالصَّبْرِ الجَمِيلْ ..

 

كَلِمَاتٌ بَسِيطَةٌ خَطَّتْهَا أَنَامِلُ أَخِيكُمْ

خَالِدْ إِسْلاَمْ

فِي حَقِّ أُخْتِهِ الْمُسْلِمَة

أَتَمَنَّى أَنْ تَنَالَ إِعْجَابَكُم وَأَنْ تَعُمَّ بَهَا الْفَائِدَة

وَالسَّلاَم 

خالد إسلام البعمراني