قصيدة (ليس الغريب) بصوت خالد إسلام المغربي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حياكم الله إخوتي الكرام أفاضلاً وفُضْلَيات

ومتعكم الله بدوام الصحة والعافية واسعد الله أوقاتكم وأيامكم

أما بعدُ

أحببتُ إخوتي أن ضع بين أيديكم قصيدة

"ليس الغريب غريب الشام واليمن"

بصوتي البسيط والمتواضع

ويعلم الله أنني لم أنوي نشرها ولم أفكر في ذلك

ولكن شاء الله أن يكون هناك من شجعني وحفزني

جزاهـ الله عني خيرًا

وإن كان الصوت متواضعا لكن محتوى القصيدة عظيم ومؤثر

فأتمنى أن تتدبروها جيدا لما فيها من الذكرى والعظة

"وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين"

ملاحظة هامة : لستُ بمنشد ولا علم لي بأمور الانشاد !

ولا توجد عندي أجهزة احترافية للإنشاد!

سجلتها بكل عفوية فتقبلوها كما هي

الله يحفظكم الله

اضغط هنا للإستماع

لَيْسَ الغَريبُ غَريبَ الشَّامِ واليَمَنِ & إِنَّ الغَريبَ غَريبُ اللَّحدِ والكَفَنِ

إِنَّ الغَريِبَ لَهُ.. حَقٌّ لِغُرْبَتـِهِ & على الْمُقيمينَ في الأَوطـانِ والسَّكَنِ

لا تنهرن غريبا حـال غربته & الدهر ينـهره بالــــذل والمحـن

سَفْري بَعيدٌ وَزاديي لَنْ يُبَلِّغَنـي & وَقُوَّتي ضَعُفَتْ ، والمـوتُ يَطلُبُني

وَلي بَقايـا ذُنوووبٍ لَسْتُ أَعْلَمُها & الله يَعْلَمُهــا في السِّرِ والعَلَنِ

مـَا أَحْلَمَ اللهَ عَني، حَيْثُ أَمْهَلَني & وقَدْ تَمـادَيْتُ فيي ذَنْبي ويَسْتُرُنِي

تَمُرُّ سـاعـاتُ أَيّـَاميي بِلا نَدَمٍ & ولا بُكاءٍ ولا خوفٍ ولا حـَزَنِي

أَنَـا الَّذِي أُغْلِقُ الْْأَبْوابَ مُجْتَهِداً & عَلى المعاصِيي وَعَيْنُو اللهِ تَنْظُرُنـي

يَـا زَلَّةً كُتِبَتْ، في غَفْلَةٍ ذَهَبَتْ & يَا حَسْرَةً بَقِيَتْ، في القَلبِ تُحْرِقُني

دَعْني أَنُوحُ عَلى نَفْسي، وَأَنْدِبُـها & وَأَقْطَعُ الدَّهْرَ بِالتَّذْكِيرِ وَالحَـزَنِ

دع عنك عذل ياا من كان يعذلني & لو كنت تعلم ماا بي كنت تعذرني

دعني اسح دموعا لا انقطاع لهـا & فهـل عسى عبرةة منها تخلصـني

كَأَنَّني بَينَ جُللل الأَهلِ مُنطَرِحــاً& عَلى الفِراشِ وَأَيْديهِمْ تُقَلِّبُنـي

وقد تجمع حولي من ينوح ومـن & يبكي علي وينعانــي ويندبنـي

وَقد أَتَوْا بِطَبيبٍ كَـيْ يُعالِجَنـي & وَلَمْ أَرَ الطِّبَّ هذا اليـومَ يَنْفَعُني

واشَتد نَزْعِي وَصَار المَوتُ يَجْذِبُـها & مِن كُلِّ عِرْقٍ بِلا رِفقٍ ولا هَوَنِ

واستَخْرَجَ الرُّوحَ مِني في تغرغرها & وصـَارَ رِيقي مَريراً حِينَ غَرْغَرَني

وَغَمَّضُوني وَراحَ الكُلُّ وانْصَرَفوا & بَعْدَ الإِياسِ وَجَدُّوا في شِرَا الكَفَنِ

وَقـامَ مَنْ كانَ حِبُّ النّاسِ في عَجَلٍ & نَحْوَ المُغَسِّلِ يَأْتينـي يُغَسِّلُنـي

وَقــالَ يـا قَوْمِ نَبْغِيي غاسِلاً حَذِقا ً& حُراً لَبِيبـاً أَرِيباً عَارِفـاً فَطِنِ

فَجــاءَني رَجُلٌ منْهُمْ فَجَرَّدَني & مِنَ الثِّيــابِ وَأَعْرَاني وأَفْـرَدَني

وَأَوْدَعوني عَلى الأَلْواحِ مُنْطَرِحـاً & وَصـَارَ فَوْقي خَرِيرُ الماءِ يُنْظِفُني

وَأَسْكَبَ الماءَ مِنْ فَوقي وَغَسَّلَني & غُسْلاً ثَلاثاً وَنَادَى القَوْمَ بِالكَفَنِي

وَأَلْبَسُوني ثِيابـاً لا كِمامَ لهـا & وَصارَ زَادي حَنُوطِي حيـنَ حَنَّطَني

وأَخْرَجوني مِنَ الدُّنيـا فَوا أَسَفاً & عَلى رَحِيييـلٍ بِلاااا زادٍ يُبَلِّغُنـي

وَحَمَّلوني على الأْكتـافِ أَربَعَةٌ & مِنَ الرِّجـالِ وَخَلْفِي مَنْ يُشَيِّعُني

وَقَدَّموني إِلى المحرابِ وانصَرَفووا & خَلْفَ الإِمـَامِ فَصَلَّى ثـمّ وَدَّعَني

صَلَّوْا عَلَيَّ صَلاةً لا رُكوعَ لهـا & ولا سُجـودَ لَعَلَّل اللـهَ يَرْحَمُني

وَأَنْزَلوني إلـى قَبري على مَهَـلٍ & وَقَدَّمُوا واحِداً مِّنهـم يُلَحِّدُنـي

وَكَشَّفَ الثّوْبَ عَن وَجْهي لِيَنْظُرَني & وَأَسْكَبَ الدَّمْعَ مِنْ عَيْنيهِ أَغْرَقَني

فَقامَ مُحتَرِمــاً بِالعَزمِ مُشْتَِملاً & وَصَفَّفَ اللَّبِنَ مِنن فَوْقِي وفـارَقَني

وقَالَ هُلُّوا عليه التُّرْبَ واغْتَنِموا & حُسْنَ الثَّوابِ مِنَ الرَّحمانِ ذِي المِنَنِ

في ظُلْمَةِ القبرِ لا أُمٌّ هنــاك ولا & أَبٌ شَفـيقٌ ولا أَخٌ يُؤَنِّسُنــي

وَهاالَني صُورَةً في العينِ إِذْ نَظَرَتْ & مِنْ هَوْلِ مَطْلَعِ ماا قَدْ كان أَدهَشَني

مِنْ مُنكَرٍ ونكيرٍ مـا أَقولُ لهم & قَدْ هــَالَني أَمْرُهُمْمم جِـداً فَأَفْزَعَني

وَأَقْعَدوني وَجَدُّوا في سُؤالِهـِمُ & مَـالِي سِوَاكَ إِلهـي مَـنْ يُخَلِّصُنِي

فَامْنُنْ عَلَيَّ بِعَفْوٍ مِّنك يــا أَمَلي & فَإِنَّني مُوثَقٌ بِالذَّنْـبِ مُرْتَهــَنِ

تَقاسمَ الأهْلُ مالي بعدما انْصَرَفُوا & وَصَارَ وِزْرِي عَلى ظَهْرِي فَأَثْقَلَني

واستَبْدَلَتْ زَوجَتي بَعْلاً لهـا بَدَلي & وَحَكَّمَتْهُ على الأَمْوَالِ والسَّكَـنِ

وَصَيَّرَتْ وَلَدي عَبْداً لِيَخْدُمَه & وَصَارَ مَـالي لهم حـِلاً بِلا ثَمَــنِ

فَلا تَغُرَّنَّكَ الدُّنْيــاا وَزِينَتُها & وانْظُرْ إلى فِعْلِهـا في الأَهْلِ والوَطَنِ

وانْظُرْ إِلى مَنْ حَوَى الدُّنْيا بِأَجْمَعِها & هَلْ رَاحَ مِنْها بِغَيْرِ الحَنْطِ والكَفَنِ

خُذِ القَنـَاعَةَ مِنْ دُنْيَاك وارْضَ بِها & لَوْ لم يَكُنْ لَكَ إِلا رَاحَةُ البَدَنِ

يَـا زَارِعَ الخَيْرِ تحصُدْ بَعْدَهُ ثَمَراً & يَا زَارِعَ الشَّرِّ مَوْقُوفٌ عَلَى الوَهَنِ

يـَا نَفْسُ كُفِّي عَنِ العِصْيانِ واكْتَسِبِي & فِعْلاً جميلاً لَعَـلَّ اللهَ يَرحَمُني

يَا نَفْسُ وَيْحَكِ تُوبي واعمَلِي حَسَناً & عَسى تُجازَيْنَ بَعْدَ الموتِ بِالحَسَنِ

ثمَّ الصلاةُ على الْمُختـارِ سَيِّدِنـا & مَا وَضّـأ البَرْقَ في شَامٍ وفي يَمَنِ

والحمدُ لله مُمْسِينَـا وَمُصْبِحِنَا & بِالخَيْرِ والعَفْوِ والإِحْســانِ وَالمِننَ