اخذت المناسك في اوجها
وهذا ما ساحاول ان اقربه اليكم متتبعي الكرام
علَي اكون قد استوفيت هذه اليوميات حقها
وارجو ان اكون عند حسن ظنكم
وهذا ما ساحاول ان اقربه اليكم متتبعي الكرام
علَي اكون قد استوفيت هذه اليوميات حقها
وارجو ان اكون عند حسن ظنكم
يوم التروية
اليوم يوم التروية الثامن من ذي الحجة ، اغتسلنا وتوضأنا ولبس الرجال ثوبا الاحرام وكان ذلك فجرا ، فنوينا مجددا لبيك اللهم حجا ، قبلتنا ستكون هذه المرة مغايرة لما سبق انها فرصة ذهبية لمن سيغتنمها كي يعود كما ولد من جديد ، نعم انها ايام ليست كسائر الايام ايام معدودات والمكان كذلك هو مكان النسك التي يتم بها الحج انه مشعر منى ، وصلت الحافلة لتنقلنا الى منى ماشاء الله جموع غفيرة لم تراها عيني ابدا وكانه طوفان ادمي على ارض الحجاز يا له من روعة وانت تسمع التلبية في كل مكان ، هناك حافلات تسير بثان لان الطريق مزدحم وعلينا ان نصل الى منى قبل الزوال
سائق الحافلة يعرف جيدا الطريق فكان له ان يختار طريقا مختصرا لا يعرفه الا اولاد البلد ، وفعلا وصلنا الى حيث المشاعر الثلاث ،اولها مشعر منى ،
يا له من منظر يثير الرهبة والدهشة لتلك الخيام التي وضعت بشكل هندسي رائع تضم كل الحجيج ، تضم الالاف من ضيوف الرحمن ،وسبحان الله و جدت النفس تتطلع الى التغيير وتجديد العهد مع رب البرية ،
وبجناح رقم 37 الذي ضم حجاج اوربا وتركيا واستراليا وكندا وضعنا رحالنا هناك خيمتان ملتصقتان واحدة للرجال والاخرى للنساء ، متعة حقا ونحن سواء لافرق بيننا ،انزويت الى اخر نقطة بداخل الخيمة حيث وضعت متاعي ورحت اتجول عبر ازقة المشعر فكانت تضم ماشاء الله كل الاجناس البشرية ، اثار انتباهي طابور طويل ، ولأجيب فضولي على ماسيكون هذا الطابور وجدت ان الناس في انتظار دورة المياه سواء بالنسبة للرجال او النساء هنا في الحقيقة احتج على هذا المنظر كثيرا ؟؟ وكيف ان وزارة الحج لم تهتم لهذا المشكل ؟؟، العدد هائل للبشر والكمية الموجودة من الدورات غير كافية حقا متى سيصلني الدور كي اصلي فرض صلاة الظهر ،حاولت واستعنت بالله ثم بعد ذلك رجعت الى حيث الخيمة بعد ان حفظت علامة حتى لا اتوه كما حصل مع بعض الاخوات ، صلينا الظهر قصرا كما هو الشان بالنسبة لباقي الفرائض قصرا دون جمع .
وانتظرنا الى يوم الغذ حيث سنكون باليوم الحسم يوم عرفة الذي هو محور هذه الزيارة الميمونة يوم يجعلك تزداد من جديد بفضل رب العالمين نعم نحن اليوم نعد ضيوفا للرحمن اكثر من اي يوم مضى لان اليوم هو عرفة يوم يصح به الحج والحج عرفات ، الليلة كل الحجيج الذين اتوا من كل فج عميق كي يطمعوا في غفرانه وعفوه الكريم سبحانك ربنا ما اعظمك .
غدا يوم التاسع من ذي الحجة
المشعر الثاني
انه يوم عرفات
والليلة من التاسع ذي الحجة اخذت مكاني علي انام وفعلا بجفن مغمض وذاكرة مستيقظة كنت ارتب اموري في تلك الليلة وكانني احضر لامتحان غد ماذا ساقول وماذا ساطلب وكيف وووو.....؟ ؟.
صلينا الفجر و بعد طلوع الشمس توجهنا الى عرفة ، الله اكبر، نعم يوم رهيب يجعلك تلزم الصمت لم انتبه لما يدور من حولي ، اهتز شعوري نزلنا بعرفات كان من المستحيل ان اصل الى مسجد نمرة سالت فقالوا لي يستحيل ان تذهبي الى هناك وفعلا مكتت في مكاني حيث الخيم المنصوبة وتطلعت بعيني الى جبل الرحمة واصوات هنا وهناك داعية ملبية كل بلغته جميع الاجناس تتضرع الى خالقها ، يا الله اليوم سيكتب لي الحج ، نعم فريضة الحج التي تمنيتها مرارا وهاهي نعمة الله سبحانه وتعالى تحل علينا فالحمد لك والشكر لك ربنا خالقنا سبحانك ربي ما اكرمك.
وهنا فعلا عرفَتُ معنى لدموعي لم تكن دموعا كالتي سبقت في الاماكن الاخرى ، لا انها هذه المرة دموع انكسار وتذلل للواحد القهار كل الناس متاهبون لهذا اليوم رؤوس مطأطأة الى الارض حياءا واكثر منه خجلا ان صح التعبير نعم الخجل من رب العالمين، حسرتي على الذي فات مني دون ان اهتم بديني كما ينبغي لعظيم جلاله ، حسرة على مدى كرم الله لنا ونحن عبيد نعبد على هوانا عبيد نعصى امر خالقنا عبيد نضيع اوقاتنا في ما لا ينفع ولا يجدي ورب العالمين يرانا ومع ذلك ينشر رحمته علينا ويغفر ويمحو الذنوب كلها ،كل هذا استشعرته وانا بعرفات نعم دموع يمكن ان اقول انها قليلة في حق ذلك اليوم الرهيب الذي عشته وانا اجسد صورة يوم البعث ، صلينا صلاة الظهر والعصر جمعا قصرا جمع تقديم كما فعل النبي صلى الله عليه واله وسلم .
غبت عن كل من حولي انزويت الى مكان امن حتى لا يكلمني احد اتذكر كل موقف في حياتي واطلب منه المغفرة وان يعفو عني في مناجاة لاول مرة احسها انها مباشرة وانني في اتصال لا حجاب عليه فعلا انها مواقف صادقة كصدق يوم عظيم كهذا ،عظمه رب عظيم يوم فيه تجاب الدعوات يا له من كرم، يباهي الله فيه ملائكته باهل عرفات ، يوم تقال فيه العثرات انه يوم اكمال الدين واتمام نعمته على عبيده ، يوم تغفر فيه الذنوب كلها ،يوم العتق من النار او النيران انه يوم مشهود ،يوم رهيب حقا ،
دعوت الى كل اهلي ومعارفي وسبحان الله تذكرتهم كلهم وابشر بني الفاضل خالد اسلام انني دعوت له بخالص الدعاء وطلبت من العلي القدير ان يغفر لنا جميعا ويعفو عنا ويجعلنا ممن كتبت اسماؤهم باعالي الجنان انه ولي ذلك والقادر عليه
احسست بانني ارتحت كثيرا وانا في مناجاة ربي ، وشعرت بالعطش وبعض الحر هناك ، حيث اختلط بداخلي مزيج من المشاعرالمختلطة بين الخوف والرجاء ، فخرجت من الخيمة كي استنشق هواءا لحت بنظري الى بعيد حيث قمة الجبل نعم جبل عرفات فرايته وكانه طلي بطلاء ابيض ناصع وما حوله وكانه يوم القيامة ، الممرات يشوبها سكون هذا رافع يديه واقفا متضرعا الى رب العزة والجلال وهذا يقرأ من كتيب او قران عظيم.وهذا ووووو كلنا نصب في نهر واحد.
وارباه ما اعظمه من يوم نعم اخوتي في الله اصرد عليكم الوقائع بحذافيرها لم ارى ابدا مثل يوم عرفات ولم اكن اتصور هول ذلك الاحساس قبل المنظر.
والذي اثار انتباهي هذا اليوم هو الاحساس بسرعة الزمن مهما طال وكانك تريد ان لا ينتهي اليوم لانه بعد صلاة المغرب سينتهي هذا اللقاء القريب من رب كريم وسنعود بذنوب مغفورة كما ولدنا من جديد ،اخذت الشمس تجمع خيوطها لتغيب في هذه اللحظات رمقت زوجي منحني الراس يظهر على وجهه التعب سالني كيف مرت الامور وكانه يسالني عن النتيجة فهنئني بمولدنا من جديد فقلت له علينا ان نحتفل بعقيقتنا من جديد في بيتنا طبعا ( ابتسامة) وهذا ما نسال الله عليه ان يتقبل منا ومن جميع المسملين وان يجعل حجنا مقبولا وسعينا مشكورا وذنوبنا مغفورة ماذا بعد هذا الخير
وانتقلنا الى الحافلة مسرعين لنسير على بركة الله للمبيت بمزدلفة وصلنا الى هناك فصلينا المغرب والعشاء جمع تاخير
والعدد الهائل سبحان الله شيء عجيب، بعد يوم مشهود يوم عظيم بكل سكينة يا الله سانام لاول مرة في حياتي على جانب الطرقات نعم اتذكر اننا لم نجد مكانا لكثرة بل للحشود العميقة التي حلت بالمكان، فمكثنا في مكان مثل الحافة جانب الطرقات التي تمر منها الحافلات كل شيء عادي استسلمت الاجساد الى ارض الله كلنا سواء بعدما تعودت اجسامنا على النوم المترف ، التقطت بعض الجمار من ذلك الحصى الذي كان يغزو تلك المنطقة، و نمنا على الارض في العراء والله اخوتي لا استطيع حتى الجلوس على الارض فكيف بالنوم على ارض بها حصى ... ، لااله الا الله حكمة رب العالمين ارادت وما علينا الا السمع والطاعة تقبل الله منا ولاحرمكم الله الحج والعمرة ، نعم نمت وغطيت في النوم، ولم احس باي الم او اي شيء من هذا القبيل لا اله الا الله ، قمت وقصدنا دورة المياه مستحيل ان نصل الى هناك حقيقة مشكل كبير ،على وزارة الحج ان تفطن به يسر الله اعمالهم، اخذنا مياه الشرب وتوضانا بها ثم صلينا الفجر وقبل طلوع الشمس ركبنا الحافلة من جديد وانتظرنا كثيرا والطريق مزدحم للغاية لكن كل شيء بتدبير رب العالمين ، قصدنا المشعر الحرام منى من جديد بالتكبير .
اليوم يوم عاشر من ذي الحجة
يوم النحر
انه يوم النحر كانت حركة المرور صعبة جدا وصلنا الى الخيمة انتظرنا قليلا الى ان يخف بعض الشيء الزحف البشري نحو رمي جمرة العقبة ، توجهنا الى ذلك المكان مشيا على الاقدام والحرارة كانت لا توصف استعنا بمظلاتنا كانت المسافة تقريبا ثلاث كيلومترات وصلنا الى ممرات محاطة بحرس عسكري بها مكيفات والتي سببت لي مشكل اضطرني الى ولوج قسم المستعجلات في موقف حرج نسال الله المغفرة والتواب ، نعم ورميت الحصى مكبرة واحدة تلو الاخرى ، هنا كنت احمل هما كبيرا لما اوصاني به اهلي عن الازدحام لكن يسر الله لنا كل شيء كانت هذه الخطوة سهلة جدا لم تتطلب منا سوى دقيقة او اقل لان وزارة الحج هنا حقا قامت بعمل رائع في اجتناب ما قد وقع سالفا
لكثرة الازدحام وخروج الحجاج دفعة واحدة في الرمي ، لكن هذه السنة رايت ان هناك شيء مختلف ومنظم بهذا الركن.
لكثرة الازدحام وخروج الحجاج دفعة واحدة في الرمي ، لكن هذه السنة رايت ان هناك شيء مختلف ومنظم بهذا الركن.
ثم عند رجوعنا اخذت الامطار تتساقط لم نهتم لذلك انتبهت الى كثرة الازبال والنفايات وباقايا الاكل وكل شيء ركام تلو الاخر وسبحانك ربي ما اعظمك والله ، شيء لا يوصف ، لا ذباب ولا ناموس ولا رائحة كريهة لا اله الا الله، والله الذي نفسي بيده تذكرت بيوتنا في عيد الاضحى روائح ازقتنا وشوارعنا لا تطاق وذباب يغزونا لكن باذن الواحد الاحد لا وجود لكل هذا بهذا المكان الطاهر.
بعد ذلك تم الحلق للرجال والتقصير للنساء في جو حميمي تشوبه فرحة على الوجوه
فرحة العمر التي انتظرناها وها نحن على عتبة انتهاء المناسك.
فرحة العمر التي انتظرناها وها نحن على عتبة انتهاء المناسك.
وبعد هذا سندخل في ايام التشريق وهي ايام معدودات يوم الحادي عشر والثاني عشر لمن تعجل
ويوم الثالث عشر
ويوم الثالث عشر
اخذت يومياتي تشارف على نهايتها راجية من رب العالمين ان يعيد علينا هذه الزيارة عدة مرات
واسال الله تعالى ان لا يحرمكم الحج والعمرة
واسال الله تعالى ان لا يحرمكم الحج والعمرة
اكتفي بهذا القدر والى لقاء اخر ان شاء الله
مشاركات الزوار = مشاركات أم مشعل = يومياتي في حج سنة 1431 هجرية = الحلقة السابعة
0 التعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل أن تعلق أخي الفاضل ..
وقبل أن تعلقي أختي الفاضلة ..
تذكرا قول الله تبارك وتعالى :
(مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)
ملاحظة : إذا أردت التعليق ولم تكن مشارك بأي موقع من المواقع الموجودة أدناه ..
اختر هذا الخيار (URL الاسم/العنوان)
ثم تكتب اسمك بدون وضع أي رابط ..
وإذا أردت أن أن تصلك إشعارات على بريدك بوجود تعليقات جديدة على نفس الصفحة التي علقت عليها فاختر "الاشتراك عن طريق البريد الإلكتروني" الموجود تحت صندوق الكتابة
والله الموفق